مؤتمر "النساء، الحقوق والقوانين" لذكرى مها خوري حزان

 

في مؤتمر "النساء، الحقوق والقوانين" لذكرى مها خوري حزان
 
  • ناهدة شحادة: جمعية نساء ضد العنف ستسعى لتحقيق ما حلمت به مها من العدالة الاجتماعية والسلام. 
  • بروفيسور خولة أبو بكر: مها كانت اللبؤة الوادعة التي تستبسل في الدفاع عن أشبالها.
  • عايدة توما – سليمان: قلائل هم الذين يتركون بصماتهم على هذه الحياة ومها كانت واحدة من هؤلاء القلائل الذين يحضرون بيننا رغم الغياب.
  • ريم حزان: حسّها ووعيها للتمييز، كل أنواع التمييز، لم يكونا وعيًا وحسًا خاملين.
 
  
عقدت جمعية "نساء ضد العنف" في نهاية الأسبوع الماضي مؤتمرا حقوقيا تحت عنوان "النساء، الحقوق والقوانين". ولقد عقد المؤتمر تخليدا لذكرى المحامية المناضلة مها خوري – حزان التي كرست حياتها للنضال من أجل حقوق النساء والأطفال وساهمت في عمل العديد من المنظمات النسوية، من ضمنها جمعية نساء ضد العنف وحركة النساء الدمقراطيات وجمعية السنديانة. وكانت المرحومة من مٌؤسسات جمعية نساء ضد العنف ونشيطة فيها لسنوات وترافعت عن النساء المعنفات وشاركت بشكل فعال في تغيير قوانين وطرح قضايا نسوية على ساحات النضال الوطني والاجتماعي والنسوي.
 
ولقد افتتح المؤتمر، يوم الخميس في مسرح اللاز في عكا، بأمسية تأبينية للراحلة مها، حضرها جمهور واسع من أهل المدينة وعائلة وأصدقاء وصديقات المرحومة والنشيطات النسويات. ادارت الامسية نائلة عواد – راشد، مديرة المشاريع في نساء ضد العنف. وأشارت نائلة عواد في بداية الأمسية الى أن الجمعية ارتأت أن تحيي ذكرى المرحومة عن طريق عقد هذا المؤتمر الذي يجمع في برنامجه الباحثات والنشيطات في الحقل النسوي ويطرح مجمل حقوق النساء العربيات في البلاد كون الجمعية تعي بأن هذا كان هاجسا مركزيا ومحورا أساسيا في نشاط الراحلة وعطائها في المجتمع.
 
ولقد تحدثت المحامية ناهدة شحادة، رئيسة الجمعية فأشادت بالدور الذي لعبته مها خوري في تأسيس الجمعية ووضع المبادئ الاساسية لعملها وأكدت أن الجمعية ستبقى حافظة للقيم والمثل التي أرستها مها وجيل العضوات المؤسسات وستسعى جاهدة لتحقيق ما حلمت به مها من العدالة الأجتماعية والمساواة والحقوق للجميع والسلام العادل والشامل.
 
تلتها البروفيسورة خولة أبو بكر، صديقة المرحومة وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر فوصفت مها باللبؤة التي تتسم بالوداعة ولكنها تستبسل في الدفاع عن حق اشبالها وتعمل على تحضيرهم للحياة.
 
وفي كلمتها، أكدت عايدة توما- سليمان أن مها خوري- حزان نجحت في أن تكون الميزان الذي يوازن بدقة بين الحقوق الشخصية للنساء والمصلحة العامة للمجتمع وعرفت كيف توازن بين الشخصي في حياتها، عائلتها، وبين نشاطها الجماهيري والمهني من أجل مدينتها وأهل هذه المدينة الذين أحبتهم والجماهير العربية الفلسطينية وشعبي البلاد. وأضافت: "اننا جميعا نمر في هذه الحياة، اما مرور الكرام واما مرور اللئام ولكن قلائل هم الذين يتركون بصماتهم على هذه الحياة ومها كانت واحدة من هؤلاء القلائل الذين يحضرون بيننا رغم الغياب
."
 
ولقد قدمت الفنانة رلا حزان أبنة المرحومة باقة من الاغاني لروح والدتها عبرت فيها عن حنينها للوالدة وتمسكها بالقيم الانسانية التي زرعتها فيها.
 
واختتمت الكلمات ريم حزان، باسم عائلة المناضلة مها، فقالت :"نجحت أمي في أن تمرّر لنا، قيمًا اعتبرناها كأطفال، بديهية ومفروغًا منها – قيم كالوطنية والأممية والنضال ومبدئية التساوي في الحقوق والواجبات بين النساء والرجال، وضرورة هذا التساوي في تحقيق الإنسان لذاته وفي السعي لمجتمع قوي وشعب حرّ. حسّها ووعيها للتمييز، كل أنواع التمييز، لم يكونا وعيًا وحسًا خاملين – فقد كان في لب رؤيتها للنضال من أجل إلغاء هذا التمييز وإحقاق الحقوق، كان المبادرة للعمل وللنشاط وإقامة المشاريع من أجل الأطفال والأمهات، والنساء والفتيات ". وأضافت " كان واضحًا لي أنني سأمثل العائلة في هذه المناسبة، بل وأردت ذلك – ربما لعلاقتي أنا بنساء ضد العنف ولإطلاعي عن قرب على مساهمتها ونشاطها، لكن بالأساس لأنني بفقدانها أعي أنني أعرفها أفضل بكثير مما ظننت وأنها بشكل طبيعي كانت رفيقتي ومعلمتي ومستشارتي دون أن تضع أيًا من هذه القبّعات، وكان من المهم لي أن أقول لها شكرًا في مثل هذا الجمع الذي يلتئم ليحيي ذكراها وليحتفل بحياتها وعطائها المهني ".
 
واختتم الجزء التأبيني من الامسية بعرض فيلم خاص انتجته الجمعية عن المناضلة مها خوري .
 
وفي الجزء الثاني من الامسية عقدت ندوة حقوقية شارك فيها عضوة الكنيست السابقة ورئيسة حركة النساء الدمقراطيات، تمار غوجانسكي والدكتورة نادرة شلهوب – كيفوركيان ، مديرة برنامج الجنوسة في مدى الكرمل والدكتور يوسف جبارين ، مدير مركز دراسات . ولقد تطرق المحاضرون الى مجموعة القوانين التي سنت في اسرائيل وتأثيرها على حياة النساء وخاصة العربيات كونهن جزء من أقلية قومية تتعرض للتمييز والاضطهاد .
 
 
وبدأ المؤتمر يومه الثاني في الناصرة حيث استضافت أعماله دارة الثقافة والفنون، بمحاضرة مركزية قدمها البروفيسور ميخائيل كريني المحاضر في الجامعة العبرية، حول الصراع المزمن بين حريات الفرد وحقوق المجموعة في قوانين الأحوال الشخصية، خاصة في ظل دولة اسرائيل التي حصرت موضوع الأحوال الشخصية في المحاكم الدينية .
 
عقبت المحاضرة جلسات متوازية لعرض الابحاث والأطروحات المختلفة للباحثات والنشيطات النسويات . أول الجلسات كانت مع كل من د. نهاية داوود والمحامية غدير نقولا حول موضوعي الحق في الصحة في محاولة لتحليل العوامل المؤدية لعدم المساواة في الصحة وطرح استراتيجيات لتعزيز الصحة كذلك الحق في العمل والدور الغائب للقانون خاصة فيما يتعلق بعمل النساء العربيات .
 
كما غطت كل من المحامية نسرين عليان والمحامية سحر فرنسيس والباحثة النسوية جنان عبده ،اشكالية النساء تحت الاحتلال والقوانين الاسرائيلية من خلال مناقشة التبعات الاجتماعية لتطبيق القوانين الاسرائيلية على النساء الفلسطينيات في القدس، بالاضافة الى عرض وضعية الأسيرات السياسيات الفلسطينيات في ظل سياسة الفصل العنصري والتمييز ضدهن ضمن جهاز القضاء العسكري وموضوع السجناء السياسيين وعائلاتهم- فصل عنصري باسم القانون.
 
كما شرحت كل من المحامية شيرين بطشون والمحامية صفاء عبدو قوانين الأحوال الشخصية في ظل الجهاز القضائي الاسرائيلي ما بين الدين والدولة، عواقبه وتأثيره على النساء، كذلك ما بين دولة إسرائيل والشريعة الإسلامية.
 
وفي جلسة القوانين والثقافة الاجتماعية الإرث والصلحة كمثال، تطرقت المحامية نسرين عليمي – كبها، لحقوق المرأة الفلسطينية في الإرث في المحاكم الشرعية في إسرائيل وأعقبتها المحامية سونيا بولس بمداخلة حول اللبرالية والخصوصية الثقافية: لجان الصلح ومكانة المرأة.
 
 
وكانت الجلسة الأخيرة لبحث موضوع العنف ضد النساء: أعراف المجتمع والدين مقابل قانون الدولة مع المحامية د. حافا ديان والعاملة الاجتماعية عنان أبو صالح والمحاضرة تغريد قعدان وفي هذا الصدد تم التطرق
 
إلى الدفاع عن النفس في ظل عنف داخل العائلة، تحليل ظاهرة العنف الجنسي الواقعة على الفتيات الفلسطينيات في اسرائيل كذلك الأبعاد الثقافية والدينية للعنف ضد النساء الفلسطينيات.
 
وقامت نائلة عواد راشد من نساء ضد العنف بتلخيص المؤتمر حيث شكرت جميع الباحثات والمحاضرين والمحاضرات الذين أغنوا المؤتمر بمداخلاتهم . وأضافت أن من توصيات هذا المؤتمر أن تقوم نساء ضد العنف بعقده سنويا على أن يكون في السنوات المقبلة مع حيز من الوقت لاجراء نقاش مستفيض حول القضايا الهامة التي طرحت. واعتبرت أن جمعية نساء ضد العنف نجحت في تحويل المؤتمر الى منصة للباحثات/ين، النسويات/ين، لعرض أبحاثهن/م وأطروحاتهن/م للمساهمة في دراسة واقع ووضعية النساء الفلسطينيات في إسرائيل في الحقوق والقوانين.